اقامة المؤتمر الوطني الاحوازي ضرورة لا مفر منها
اذا كان العشرة الأخيرة من القرن الماضي غيرت وجهة العالم و الصراعات الأيدلوجية و هدمت جدار برلين و غيرت الكثير من التحالفات الاستراتيجية في العالم و المنطقة مثل حلف وارسو و تفكك الاتحاد السوفيتي و التي على اثرها استقلت الكثير من الشعوب المقهورة و تاسست جمهورية تركمنستان و ارمنستان وازربايجان و اوزبكستان و غيرها و تفكك يوغسلافيا في قلب اروبا وانهيار الكتلة الشيوعية وخروجها من الصراع الدولي و كشف عورة ما تسمى الانظمة الثورية التي أصبحت رجعية بامتياز مثل النظام الكوبي و الكوري الجنوبي و الفيتنامي الذي أصبحت أنظمة ديكتاتورية وراثية بأمتياز كل هذه التغييرات كانت نتيجة واضحة لتكدس الارهاب والقمع المنظم و الممنهج من قبل الانظمة تحت غطاء الثورة و شاهد العالم باسره كيف كانت شرار الثورة الشعبية و الغضب الشعبي الذي بداء من موانيء بولندا ليشعل النار في كل اروبا الشرقية و حلفائها في كل مكان ليسقط دولة كانت تمتلك اكبر ترسانة نووية في العالم . تلك العشرة التي غيرت و جهة العالم وغيرت جميع الحسابات الإقليمية والدولية , حينها الكثيرون لم يعو عظمة التغيير والثورة وبداءت نقاشات واسعة وكثيرون ولربما البعض منهم حتى الان كان يعتقد ان هذه المتغيرات فوقية وغير جذرية وان استالين سيعود و يوحد اروبا الشرقية ويعيد حلف وارسو و الاتحاد السوفيتي ويقضي على الراسمالية العالمية وهذا ما لم يحصل ابدا لان عقربة الزمان لا تعود الى الوراء و حسابات هولاء لا تجني لهم نفعا بل اخرجتهم من التاريخ و باتوا يهيمون في كل وادي ويطيرون خارج السرب .
ومثل ما للمتغيرات العظيمة التي حدثت في العشرة الاخيرة من القرن الماضي اهمية قصوي في ما حصل في العالم تعد المتغيرات السريعة و المتلاحقة التي حصلت في العشرة الثانية من القرن الواحد و العشرين و بالاخص الاعوام القليلة الماضية و التي لازالت مستمرة باهمية بالغة و قصوى في صنع مستقبل العالم و بالاخص منطقة الشرق الاوسط و حوض الخليج العربي لما لهذه المنطقة من اهمية ستراتيجية على كل المتغيرات , فمن لا يريد ان يعرف اهيمة هذه المتغيرات و لازال يصر على انها متغيرات فوقية و مؤامرة خارجية ويبقى يكرر ما قاله بن على و بن صالح و معمر و مبارك و أخيرا بشار الأسد ,هذه المصطلحات اذا قالها هولاء الزعماء فلا عجب لان هذه المتغيرات أطاحت و تطيح بعروشهم ولكن لازال البعض الذي كان حتى الامس يقول ان الزعامات العربية دمة اجنبية يردد ما ردده الشعب ضد هذه الدمية اي الزعماء العرب الذي مات من مات منهم و هرب من هرب واسر من اسر بيد الشعب والآخرون من مثلهم ينتظرون . وهذا اذا دل عن شي يدل عن توقف مثل هذه الأفكار من السير مع عجلة الحراك الجماعي و المجتمع و عدم قدرتهم على فهم ما يدور من حولهم بعد ان اغلقوا باب التغيير على انفسهم . ظنو ان كل شي من حولهم ثابت لا يتغير فهم الباقون في مكانهم خلف اسوار افكارهم و الشعب بعقله الجماعي و حراكها المجتمعي اجتازهم وفرض التغيير و غير كل الخرائط السياسية و التحالفات و لا عودة عن ذلك . فما دار ويدور من حولنا ايّن كانت اسبابه و ايّن كان وراءها , انها متغيرات عظيمة و تاريخية نقلت المنطقة بأسرها من مرحلة ما بعد الحرب الباردة و من خلفوها من زعماء و حكومات و خرائط سياسية و تحولات الى مرحلة جديدة لم تكتمل بعد الى بعد جغرافية ما تسمي بايران السياسية حيث لم يمكن للتغيير في المنطقة ان يكتمل دونها وذلك لاسباب كثيرة اهمها كتالي :
اولا : جميع الثورات التي حصلت في المنطقة قامة على اساس استعادة الحقوق الانسانية والمدنية و العيش الكريم و أسست لمرحلة ما بعد الأنظمة الشمولية ولا يمكن لاي حكومة ديكتاتورية ان تستمر بحكمها مهما كانت سلطاتها ومسببات تواجدها .
ثانيا : الحكومات الايرانية المتعاقبة ما بعد وصول الملالي الى سدت الحكم جميعا حكمت البلاد بقوة الحديد و النار و انتهكت و تنتهك كافة الاعراف و القوانين الانسانية تحت غطاء ديني وارتكبت المجازر والجرائم بحق كافة شرائح وسكان ما تسمى بجغرافية ايران السياسية .
ثالثا : احتلال الدولة الايرانية و اصرار حكمها على نهجها الرامي الى انكار وجود الشعوب غير الفارسية وبالتالي العمل على رفض جميع حقوقها من جانب , وكفاح هذه الشعوب التي تشكل 70 % من سكان ما تسمى ايران من اجل الحرية و حق تقرير المصير و تاسيس دولها المستقلة من جانب اخر جعل هذه الدولة اكثر دول المنطقة التي شهدت ربيع الحرية , جاهزة للثورة الداخلية و التفكك بسبب كثرة شعوبها و تكدس اضطهادها . ولو لا عنصرية المعارضة الفارسية وعدم اعترافها هي الاخيرة بوجود وحقوق الشعوب غير الفارسية و تعلل الغرب و الدول العربية في دعم الشعوب غير الفارسية لكانت شرارة عام 2009 (الحركة الخضراء) التي هزت المدن الفارسية بعد فضيحة ما تسمى بالانتخابات الرئاسية بداية ربيع المنطقة بأسرها وبداية النهاية للدولة الايرانيةو وصول الشعوب الى حقوقها و بالتالي الامن و الاستقرار و الرخاء في المنطقة .
رابعا : لا يمكن للديكتاتورية الايرانية و النزعة العنصرية ان تتعايش مع الموج الكاسح للحريات و المدنية و المجتمع المدني و الثورات المنادية للحرية و حقوق الانسان في المنطقة والشعب الفارسي و الشعوب غير الفارسية المحتلة من قبل ايران كانت و لازالت اكثر شعوب المنطقة المتعطشة للحرية و تناضل من اجلها . لذا على الحكومة الايرانية اما ان تنكسر تحت ضغط الداخل و الخارج و تسلم لارادة الشعوب , اما ان تصطدم مع الشعوب الحرة في المنطقة كما هو الحال و تنعزل اقليميا و دوليا ناهيك عن فقدانها الشرعية من الداخل
خامسا: ان شعوب المنطقة المجاورة لايران لا يمكن لها ان تقبل الظلم الفارسي على الشعوب المحتلة من قبل الدولة الفارسية و هي ترتبط معها في التاريخ و اللغة و الجغرافية , فمثلا بدأ الاتراك في جمهورية ازربايجان و تركيا يعلنون دعمهم لمطالب الاتراك الازربايجانين المحتلين من قبل ايران و القادة الترك قاموا بتعزية منكوبي زلزلة اهر الازربايجانية الاخيرة قبل السلطات الايرانية وبعثوا بفرق اغاثة للمنطقة قبل السلطات الايرانية .وهكذا العرب و دول الخليج العربي اصبحوا يعوا بموقفهم القومي و الانساني تجاه اشقائهم الاحوازيين العرب وكذلك الكرد حيث تمد كردستان العراق الاكراد في كردستان الشرقية اي كردستان ايران بكل ما تحتاج ثورتهم و هم يملكون الفضائيات و المقرات الامنية و العسكرية وغيرها على الاراضي الكردية في اراضي كردستان العراق . وهذا الدعم يتزايد جماهيريا و ايضا من قبل الجهات الرسمية وان كان قليلا اليوم و لكنه سيزيد في المستقبل و لا مفر لايران منه خصوصا و هي تتدخل بكل وقاحة في الشئون الداخلية للدول المجاورة .
سادسا : السياسة التوسعية الايرانية ضد دول الجوار و احتلالها لاراضي الدول العربية وتنافسها مع تركيا و دعمها لارمينيا ضد جمهورية ازربايجان
سابعا : المشروع النووي الايراني الذي سبب لها مواجهة حقيقية سياسية واقتصادية مع الغرب و اسرائيل وما ادت هذه المواجهة حتى الان من حصار اقتصادي و عزلة سياسية يكادان ان ينهكا الدولة الايرانية و يكسران ظهر البعير الايراني .
كل هذا و دلائل اخرى لا لبس فيها تؤكد ان ربيع الشعوب غير الفارسية قادم ليكمل ربيع المنطقة و تكتمل التغييرات فيها فما نحن فاعلون لاستقبال هذه التغييرات ؟ هل ننتظر و المعارضة الفارسية تجهز و تنسق وتتحالف مع الاطراف الاقليمية و الدولية و حتى العربية منها ,او نقوم بخطوات جريئة و حاسمة تتناسب مع المتغيرات العظيمة في المنطقة وستجيب على متطلباتها في كل الساحات الوطنية و الاقليمية و الدولية و تحدد مصالحنا الوطنية حتى على ضوءها نحدد خنادق الحلفاء لشعبنا و اعداءنا و المتحالفين معهم في الساحات الاقليمية و الدولية . كما علينا ومن الان ان نجد اجوبة واضحة و صريحة تتعلق بالكثير من الامور الاستراتيجية والقضايا الاقليمية و الدولية في المنطقة و العالم و المصالح الاقليمية و الدولية وما موقفنا منها .
لا يشكك احدا ان قضية بحجم الاحواز وموقعها الفوق ستراتيجي لدولة الاحتلال الايراني و للمنطقة و العالم لا يمكن ان تكون خارج الملفات الاقليمية و الدولية الهامة وما سيحدث فيها لا يكون خارج اثنين , اما بأرادة احوازية تتماشى مع المصالح الاقليمية و الدولية بمرحلة ما قبل التحرير , اما ان تكون بيد اللوبيات الايرانية الغربية و الدولة الايرانية ليجدو لها حلا ايرانيا و ان رفض الاحوازيين . وفرض ايّن من هذه الحلول يعود لمدى نشاط و تحرك اي من الجانبين الاحوازي الشعبي الميداني و المنظم داخليا و خارجيا و كذلك الايراني الحكومي الرسمي و المعارضة الايرانية التي تشكل الوجه الخارجي للموقف الايراني المعارض للمساس بما يسمونه وحدت التراب الايراني , فاين نحن من هذا الصراع الميداني و الاقليمي و الدولي , واين حلفائنا العرب و الدوليين لمواجهة التحالفات الفارسية الرسمية و المعارضة الفارسية التي تملك لابيات و تحالفات واسعة في اروبا و امريكا و حتى في الدول العربية . وما المثل السوري الا دليلا واضحا على تأثير التحالفات الاقليمية و الدولية على مجرى الاحداث وان كان لكل موقع خصوصية . و على هذا كنا و لا زلنا نصر على المؤسسات الوطنية الاحوازية و الحفاظ عليها و تقويتها وكنا و لا زلنا نصر على ان تكون المنظمة الوطنية لتحرير الاحواز (حزم) بيتا لكل الاحوازيين للتنسيق في ما بينهم وادارة شئون ثورتهم و لو صبر البعض على ما يرونه من اخطاء في برامجها او شخوصها و تحملوا من اجل المصلحة الوطنية العلياء و سمحوا للوقت و الامور ان تاخذ مجراها لكان وضعنا اليوم افضل من ما نحن عليه الان لما للاطراف العديدة الموجودة في المنظمة الان والاخوة التي تركتها من ثقل سياسي و جماهيري اذا اجتمعت كلها وباشرت بمهامها واستمرت بالبناء و الاصلاح والتجديد و مواجهة العدو في آن واحد و لم تلتف الى الامور الجانبية التي لا تحسب على ستراتيجية الوحدة الوطنية التي ترافق ميلادها العديد من العوائق و المشاكل. ومع تكرار دعوتنا لكل ابناء شعبنا تنظيمات و مؤسسات ومستقلين للدخول في حزم كبيت احوازي و العمل على اكمال مسيرة البناء لهذا البيت الاحوازي الذي يمكن ان يسع لكل ابناء الاحواز من خلال مشاركتهم و مساهمتهم الفاعلة في اكمال مسيرته المؤسساتية كي لا نضطر إلا تفريخ المؤسسات كما هو حال التنظيمات الاحوازية و المستقلين الذين هم ايضا كلا يغني على ليلا .
ولكن لا يمكن الانتظار طويلا حتى يقنع الجميع خصوصا في ظل تسارع الإحداث و خطورتها على مستقبل نضالنا الوطني وكي لا تشغلنا الأمور النظرية كثيرا على واقع الإحداث وكي يتناسب نضالنا الوطني مع المرحلة القادمة اي مرحلة اسقاط النظام الايراني و ما بعد الاسقاط التي باتت تلوح بالافق ومن منطلق مسئوليتنا التنظيمية والوطنية وضعنا بين ايدي اهلنا و اشقائنا الناشطين الاحوازيين المقترح التي اتى في البيان السياسي الصادر عن الجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية في الثامن عشر من اغسطس 2012 بمناسبت عيد الفطر المبارك و نتمنى نغلب المصلحة الوطنية وان يتحرك و يتسابق كل الاخوة الاحوازيين تنظيمات سياسية و نشطاء مستقلين ومجتمع مدني لاخذ دورهم التاريخي في هذه المرحلة الحساسة و يشاركوا في اقامة و انجاح هذا المؤتمر كنوات لتاسيس مرحلة نضالية احوازية تواكب المتغيرات. علما ان المعارضة الفارسية بكل اطيافها من الملكيين حتى الجمهوريين و كذلك كل الوان اليسار منهم يواصلون اجتماعاتهم تحت سقفا واحد وقاموا بتاسيس جمعية وطنية في المهجر تعمل على كسب التحالفات الاقليمية و الدولية وكل هذا لهدف واحد وهو تفويت الفرصة على الشعوب غير الفارسية في ما تسمي بايران و بالاخص الاحوازيين اذا ما حدثت اي متغييرات في الداخل الايراني .
ابو شريف الاحوازي
/08/201220
اذا كان العشرة الأخيرة من القرن الماضي غيرت وجهة العالم و الصراعات الأيدلوجية و هدمت جدار برلين و غيرت الكثير من التحالفات الاستراتيجية في العالم و المنطقة مثل حلف وارسو و تفكك الاتحاد السوفيتي و التي على اثرها استقلت الكثير من الشعوب المقهورة و تاسست جمهورية تركمنستان و ارمنستان وازربايجان و اوزبكستان و غيرها و تفكك يوغسلافيا في قلب اروبا وانهيار الكتلة الشيوعية وخروجها من الصراع الدولي و كشف عورة ما تسمى الانظمة الثورية التي أصبحت رجعية بامتياز مثل النظام الكوبي و الكوري الجنوبي و الفيتنامي الذي أصبحت أنظمة ديكتاتورية وراثية بأمتياز كل هذه التغييرات كانت نتيجة واضحة لتكدس الارهاب والقمع المنظم و الممنهج من قبل الانظمة تحت غطاء الثورة و شاهد العالم باسره كيف كانت شرار الثورة الشعبية و الغضب الشعبي الذي بداء من موانيء بولندا ليشعل النار في كل اروبا الشرقية و حلفائها في كل مكان ليسقط دولة كانت تمتلك اكبر ترسانة نووية في العالم . تلك العشرة التي غيرت و جهة العالم وغيرت جميع الحسابات الإقليمية والدولية , حينها الكثيرون لم يعو عظمة التغيير والثورة وبداءت نقاشات واسعة وكثيرون ولربما البعض منهم حتى الان كان يعتقد ان هذه المتغيرات فوقية وغير جذرية وان استالين سيعود و يوحد اروبا الشرقية ويعيد حلف وارسو و الاتحاد السوفيتي ويقضي على الراسمالية العالمية وهذا ما لم يحصل ابدا لان عقربة الزمان لا تعود الى الوراء و حسابات هولاء لا تجني لهم نفعا بل اخرجتهم من التاريخ و باتوا يهيمون في كل وادي ويطيرون خارج السرب .
ومثل ما للمتغيرات العظيمة التي حدثت في العشرة الاخيرة من القرن الماضي اهمية قصوي في ما حصل في العالم تعد المتغيرات السريعة و المتلاحقة التي حصلت في العشرة الثانية من القرن الواحد و العشرين و بالاخص الاعوام القليلة الماضية و التي لازالت مستمرة باهمية بالغة و قصوى في صنع مستقبل العالم و بالاخص منطقة الشرق الاوسط و حوض الخليج العربي لما لهذه المنطقة من اهمية ستراتيجية على كل المتغيرات , فمن لا يريد ان يعرف اهيمة هذه المتغيرات و لازال يصر على انها متغيرات فوقية و مؤامرة خارجية ويبقى يكرر ما قاله بن على و بن صالح و معمر و مبارك و أخيرا بشار الأسد ,هذه المصطلحات اذا قالها هولاء الزعماء فلا عجب لان هذه المتغيرات أطاحت و تطيح بعروشهم ولكن لازال البعض الذي كان حتى الامس يقول ان الزعامات العربية دمة اجنبية يردد ما ردده الشعب ضد هذه الدمية اي الزعماء العرب الذي مات من مات منهم و هرب من هرب واسر من اسر بيد الشعب والآخرون من مثلهم ينتظرون . وهذا اذا دل عن شي يدل عن توقف مثل هذه الأفكار من السير مع عجلة الحراك الجماعي و المجتمع و عدم قدرتهم على فهم ما يدور من حولهم بعد ان اغلقوا باب التغيير على انفسهم . ظنو ان كل شي من حولهم ثابت لا يتغير فهم الباقون في مكانهم خلف اسوار افكارهم و الشعب بعقله الجماعي و حراكها المجتمعي اجتازهم وفرض التغيير و غير كل الخرائط السياسية و التحالفات و لا عودة عن ذلك . فما دار ويدور من حولنا ايّن كانت اسبابه و ايّن كان وراءها , انها متغيرات عظيمة و تاريخية نقلت المنطقة بأسرها من مرحلة ما بعد الحرب الباردة و من خلفوها من زعماء و حكومات و خرائط سياسية و تحولات الى مرحلة جديدة لم تكتمل بعد الى بعد جغرافية ما تسمي بايران السياسية حيث لم يمكن للتغيير في المنطقة ان يكتمل دونها وذلك لاسباب كثيرة اهمها كتالي :
اولا : جميع الثورات التي حصلت في المنطقة قامة على اساس استعادة الحقوق الانسانية والمدنية و العيش الكريم و أسست لمرحلة ما بعد الأنظمة الشمولية ولا يمكن لاي حكومة ديكتاتورية ان تستمر بحكمها مهما كانت سلطاتها ومسببات تواجدها .
ثانيا : الحكومات الايرانية المتعاقبة ما بعد وصول الملالي الى سدت الحكم جميعا حكمت البلاد بقوة الحديد و النار و انتهكت و تنتهك كافة الاعراف و القوانين الانسانية تحت غطاء ديني وارتكبت المجازر والجرائم بحق كافة شرائح وسكان ما تسمى بجغرافية ايران السياسية .
ثالثا : احتلال الدولة الايرانية و اصرار حكمها على نهجها الرامي الى انكار وجود الشعوب غير الفارسية وبالتالي العمل على رفض جميع حقوقها من جانب , وكفاح هذه الشعوب التي تشكل 70 % من سكان ما تسمى ايران من اجل الحرية و حق تقرير المصير و تاسيس دولها المستقلة من جانب اخر جعل هذه الدولة اكثر دول المنطقة التي شهدت ربيع الحرية , جاهزة للثورة الداخلية و التفكك بسبب كثرة شعوبها و تكدس اضطهادها . ولو لا عنصرية المعارضة الفارسية وعدم اعترافها هي الاخيرة بوجود وحقوق الشعوب غير الفارسية و تعلل الغرب و الدول العربية في دعم الشعوب غير الفارسية لكانت شرارة عام 2009 (الحركة الخضراء) التي هزت المدن الفارسية بعد فضيحة ما تسمى بالانتخابات الرئاسية بداية ربيع المنطقة بأسرها وبداية النهاية للدولة الايرانيةو وصول الشعوب الى حقوقها و بالتالي الامن و الاستقرار و الرخاء في المنطقة .
رابعا : لا يمكن للديكتاتورية الايرانية و النزعة العنصرية ان تتعايش مع الموج الكاسح للحريات و المدنية و المجتمع المدني و الثورات المنادية للحرية و حقوق الانسان في المنطقة والشعب الفارسي و الشعوب غير الفارسية المحتلة من قبل ايران كانت و لازالت اكثر شعوب المنطقة المتعطشة للحرية و تناضل من اجلها . لذا على الحكومة الايرانية اما ان تنكسر تحت ضغط الداخل و الخارج و تسلم لارادة الشعوب , اما ان تصطدم مع الشعوب الحرة في المنطقة كما هو الحال و تنعزل اقليميا و دوليا ناهيك عن فقدانها الشرعية من الداخل
خامسا: ان شعوب المنطقة المجاورة لايران لا يمكن لها ان تقبل الظلم الفارسي على الشعوب المحتلة من قبل الدولة الفارسية و هي ترتبط معها في التاريخ و اللغة و الجغرافية , فمثلا بدأ الاتراك في جمهورية ازربايجان و تركيا يعلنون دعمهم لمطالب الاتراك الازربايجانين المحتلين من قبل ايران و القادة الترك قاموا بتعزية منكوبي زلزلة اهر الازربايجانية الاخيرة قبل السلطات الايرانية وبعثوا بفرق اغاثة للمنطقة قبل السلطات الايرانية .وهكذا العرب و دول الخليج العربي اصبحوا يعوا بموقفهم القومي و الانساني تجاه اشقائهم الاحوازيين العرب وكذلك الكرد حيث تمد كردستان العراق الاكراد في كردستان الشرقية اي كردستان ايران بكل ما تحتاج ثورتهم و هم يملكون الفضائيات و المقرات الامنية و العسكرية وغيرها على الاراضي الكردية في اراضي كردستان العراق . وهذا الدعم يتزايد جماهيريا و ايضا من قبل الجهات الرسمية وان كان قليلا اليوم و لكنه سيزيد في المستقبل و لا مفر لايران منه خصوصا و هي تتدخل بكل وقاحة في الشئون الداخلية للدول المجاورة .
سادسا : السياسة التوسعية الايرانية ضد دول الجوار و احتلالها لاراضي الدول العربية وتنافسها مع تركيا و دعمها لارمينيا ضد جمهورية ازربايجان
سابعا : المشروع النووي الايراني الذي سبب لها مواجهة حقيقية سياسية واقتصادية مع الغرب و اسرائيل وما ادت هذه المواجهة حتى الان من حصار اقتصادي و عزلة سياسية يكادان ان ينهكا الدولة الايرانية و يكسران ظهر البعير الايراني .
كل هذا و دلائل اخرى لا لبس فيها تؤكد ان ربيع الشعوب غير الفارسية قادم ليكمل ربيع المنطقة و تكتمل التغييرات فيها فما نحن فاعلون لاستقبال هذه التغييرات ؟ هل ننتظر و المعارضة الفارسية تجهز و تنسق وتتحالف مع الاطراف الاقليمية و الدولية و حتى العربية منها ,او نقوم بخطوات جريئة و حاسمة تتناسب مع المتغيرات العظيمة في المنطقة وستجيب على متطلباتها في كل الساحات الوطنية و الاقليمية و الدولية و تحدد مصالحنا الوطنية حتى على ضوءها نحدد خنادق الحلفاء لشعبنا و اعداءنا و المتحالفين معهم في الساحات الاقليمية و الدولية . كما علينا ومن الان ان نجد اجوبة واضحة و صريحة تتعلق بالكثير من الامور الاستراتيجية والقضايا الاقليمية و الدولية في المنطقة و العالم و المصالح الاقليمية و الدولية وما موقفنا منها .
لا يشكك احدا ان قضية بحجم الاحواز وموقعها الفوق ستراتيجي لدولة الاحتلال الايراني و للمنطقة و العالم لا يمكن ان تكون خارج الملفات الاقليمية و الدولية الهامة وما سيحدث فيها لا يكون خارج اثنين , اما بأرادة احوازية تتماشى مع المصالح الاقليمية و الدولية بمرحلة ما قبل التحرير , اما ان تكون بيد اللوبيات الايرانية الغربية و الدولة الايرانية ليجدو لها حلا ايرانيا و ان رفض الاحوازيين . وفرض ايّن من هذه الحلول يعود لمدى نشاط و تحرك اي من الجانبين الاحوازي الشعبي الميداني و المنظم داخليا و خارجيا و كذلك الايراني الحكومي الرسمي و المعارضة الايرانية التي تشكل الوجه الخارجي للموقف الايراني المعارض للمساس بما يسمونه وحدت التراب الايراني , فاين نحن من هذا الصراع الميداني و الاقليمي و الدولي , واين حلفائنا العرب و الدوليين لمواجهة التحالفات الفارسية الرسمية و المعارضة الفارسية التي تملك لابيات و تحالفات واسعة في اروبا و امريكا و حتى في الدول العربية . وما المثل السوري الا دليلا واضحا على تأثير التحالفات الاقليمية و الدولية على مجرى الاحداث وان كان لكل موقع خصوصية . و على هذا كنا و لا زلنا نصر على المؤسسات الوطنية الاحوازية و الحفاظ عليها و تقويتها وكنا و لا زلنا نصر على ان تكون المنظمة الوطنية لتحرير الاحواز (حزم) بيتا لكل الاحوازيين للتنسيق في ما بينهم وادارة شئون ثورتهم و لو صبر البعض على ما يرونه من اخطاء في برامجها او شخوصها و تحملوا من اجل المصلحة الوطنية العلياء و سمحوا للوقت و الامور ان تاخذ مجراها لكان وضعنا اليوم افضل من ما نحن عليه الان لما للاطراف العديدة الموجودة في المنظمة الان والاخوة التي تركتها من ثقل سياسي و جماهيري اذا اجتمعت كلها وباشرت بمهامها واستمرت بالبناء و الاصلاح والتجديد و مواجهة العدو في آن واحد و لم تلتف الى الامور الجانبية التي لا تحسب على ستراتيجية الوحدة الوطنية التي ترافق ميلادها العديد من العوائق و المشاكل. ومع تكرار دعوتنا لكل ابناء شعبنا تنظيمات و مؤسسات ومستقلين للدخول في حزم كبيت احوازي و العمل على اكمال مسيرة البناء لهذا البيت الاحوازي الذي يمكن ان يسع لكل ابناء الاحواز من خلال مشاركتهم و مساهمتهم الفاعلة في اكمال مسيرته المؤسساتية كي لا نضطر إلا تفريخ المؤسسات كما هو حال التنظيمات الاحوازية و المستقلين الذين هم ايضا كلا يغني على ليلا .
ولكن لا يمكن الانتظار طويلا حتى يقنع الجميع خصوصا في ظل تسارع الإحداث و خطورتها على مستقبل نضالنا الوطني وكي لا تشغلنا الأمور النظرية كثيرا على واقع الإحداث وكي يتناسب نضالنا الوطني مع المرحلة القادمة اي مرحلة اسقاط النظام الايراني و ما بعد الاسقاط التي باتت تلوح بالافق ومن منطلق مسئوليتنا التنظيمية والوطنية وضعنا بين ايدي اهلنا و اشقائنا الناشطين الاحوازيين المقترح التي اتى في البيان السياسي الصادر عن الجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية في الثامن عشر من اغسطس 2012 بمناسبت عيد الفطر المبارك و نتمنى نغلب المصلحة الوطنية وان يتحرك و يتسابق كل الاخوة الاحوازيين تنظيمات سياسية و نشطاء مستقلين ومجتمع مدني لاخذ دورهم التاريخي في هذه المرحلة الحساسة و يشاركوا في اقامة و انجاح هذا المؤتمر كنوات لتاسيس مرحلة نضالية احوازية تواكب المتغيرات. علما ان المعارضة الفارسية بكل اطيافها من الملكيين حتى الجمهوريين و كذلك كل الوان اليسار منهم يواصلون اجتماعاتهم تحت سقفا واحد وقاموا بتاسيس جمعية وطنية في المهجر تعمل على كسب التحالفات الاقليمية و الدولية وكل هذا لهدف واحد وهو تفويت الفرصة على الشعوب غير الفارسية في ما تسمي بايران و بالاخص الاحوازيين اذا ما حدثت اي متغييرات في الداخل الايراني .
ابو شريف الاحوازي
/08/201220
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق