ما يطلبه أهل الأحواز او عربستان هو فقط الوقوف والتضامن معهم كأضعف الإيمان، وإن لم يكن من باب العروبة والقومية، فمن باب الشعور الإنساني البحت على الأقل >>> 11334 ترددات قناة صفاء على النايلسات * الآآن تردد قناة وصال على النايلسات 11595 عمودي وعلى العربسات على الترددين التاليين 11585 * 11013 الكاتب والباحث: تيسير الأحوازي *

الأربعاء، 21 يناير 2015

رؤية الأعاجم في منطقة العرب!...تيسير الأحوازي


رؤية الأعاجم في منطقة العرب!تيسير الأحوازي
قال لي أبي حين كنت صغيرا ذات يوم "الإنسان بإنسانيته" ولم أدرك حينها ماذا تعني ؟ولكن بقت في ذاكرتي كـ النقش نقش في الحجر وحينما كبرت وتقدمت بالسن بدأت أعي هذه الجملة التي كانت عبارة عن رسالة تحمل كل المعاني الطيبة والحميدة التي تربينا عليها و ترعرعنا في احضانها. وشيئا" فشيئا اتضح لي إن تكون إنسان يجب عليك إن  تحمل الصفات الإنسانية ودون هذه الصفات لن تكون إنسان ولو كنت عالم فلك أو عالم ذرة...
وتعلمنا من ديننا الحنيف إن عليك أن تحب لجارك كما تحب لنفسك كما يجب إن تنصر أخاك المسلم في عوزه وشدته، وفي عرفنا أيضا تعلمنا إذا جارك بخير أنت بخير، هذه المعاني كلها كبرت معنا وتربينا عليها ولو تقلصت بعض الشيء بفعل زمن المادة الذي نعيش فيه الذي بات يطغى ومن سمات العصر الحديث...
هناك اختلاف بين علاقة الناس في ما بينهم وبين الدول المجاورة  في ما بينها و لكن ثمة مسائل وأمور لا يختلف عليها الناس كثيرا من قبيل الصدق  والشفافية في التعامل .
وبالرجوع لعلاقات الجوار بين الدول الواقعة في رقعة جغرافية واحدة نجد هناك الكثير من الأمور التي يجب علينا بحثها, تتسم العلاقات بين الدول المجاورة بالمد والجزر ويطغى عليها عامل  المصالح في اغلب الأوقات ولكن هناك أمور متشاركة من قبيل العرق و الدين والتاريخ والمصير المشترك يحث على حسن الجوار بين الدول المجاورة في ما بينها وهناك مصالح مشتركة  يجب على الإطراف المجاورة احترامها ورعايتها وتنميتها وهذا في صالح الشعوب ,  ومن شأنه أن يرفع ويرتقي بهذه الدول...
كما هنا نأخذ نموذج" الاتحاد الأوربي " ونبحثه, الرقعة الجغرافية المعروفة بأوروبا هي بالأصل تسكنها مجموعة من الأعراق المختلفة في اللغة وفي العادات وفي التقاليد والفلكلورو بالأحرى لا يوجد بينهم قاسم مشترك سوي الجوار,وفي غابر الزمن شهدت هذه المنطقة حروب دامية في ما بينها راح ضحيتها الملايين من البشر من شعوبهم ,وحتى كانت معارك بين فرنسا وبريطانيا استمرت عشرات السنين ...وماضي هذه الدول والشعوب كان مملوء بالنزاعات والحروب والمعارك والمشاحنات واغلب هذه الحروب كانت تندلع بسبب جشع وطمع الحكام و عدم دركهم لمعنى حسن الجوار ...حيث كل حاكم كان يجمع من حوله ثلة من رجال الدين (الكهنة)المتملقين للحاكم أو الملك  وفي الحقيقة هم لا يفقهون شيء بالسياسة،  بل يفسرون الدين (النصراني) على حسب هوا ومزاج ومصالح الحاكم  أو الملك ومن حوله من ما يعني إدارة فاسدة للسلطة واستشارات خاطئة من ما تنجر من ورآه الصراعات المذكورة .
وحتى في القرن العشرين  عصر النهضة العلمية  و الثورة الصناعية  شهدت هذه المنطقة حروب طاحنة بينها سميت بالحرب العالمية الأولى والثانية، الحروب التي كانت السبب في مصرع سبعين مليون  إنسان وتدمير مدن وعواصم بأكملها كما لم سبب  مرض الطاعون  هذا الكم الهائل من الضحايا...والآن في النتيجة أدركت  هذه الدول أنها إذا بقيت على هذا الحال من الصراعات و التناحر سوف تَدمر المنطقة بأسرها وتصبح دولها مفككة وضعيفة وخاضعة لإرادة القوى الكبرى ولا يكون لهم أي دور يذكر على الصعيد العالمي ...
وحيث العالم مقبل على مرحلة جديدة بعد انتهاء الحرب الباردة بين أميركا و الاتحاد السوفيتي بدأت الدول أوروبية بنبذ الاختلاف في ما بينها و سعت جميع الدول وبصدق نية للاتحاد ورغم الهوة التي بينهم وايضا تراكمات  الماضي البعيد و القريب، ووضعوا جميع خبراتهم في جميع المجالات ,العسكرية  والعلمية  وحتى في مجال الفضاء الخارجي مع بعض واستفادوا من أخطاء بعضهم البعض وكونوا قوة "عظمى" أبهرت العلم بأسره رغم تباينهم(الدول الأوروبية)، في الكثير من الأمور. اتحدت "أوروبا " وأصبحت رمز للتسامح ورمز لحقوق المواطنة وحقوق الإنسان.
 ,لماذا الدول الأوروبية تعيش ألان عصرها الذهبي ؟؟ الجواب بسيط  لأنهم تركوا ما كان يشغلهم من صراعات ونزاعات واتَحدوا  رغم خلافهم واختلافهم.
وحديثنا اليوم عن المنطقة العربية, هذه المنطقة التي تعيش وتسكن دولّها وشعوبها على  فوهة بركان (نشط) من التدخل و الأخطار  المحدقة بها من قبل كل من هب ودب والسبب واضح وجلي وهو حالة الضعف والهوان والتقاعس مع العداء , المتربصين بخيرات  الأمة  ومكانتها الإستراتيجية ...
أهم أسباب "حالة  الضعف" هذه هي  عدم التوافق بين الأنظمة العربية مما خلق حالة من الإحباط واليائس لدى الشارع العربي الذي هو المكون واللبنة الأساسية للأمة العربية...وعدم وجود الأحزاب الحرة في الكثير من الدول العربية وحتى إذا وجدت لا تستطيع فعل الكثير وتكون محدودة العمل ومطاردة في بعض الأحيان، كما وهناك نقص ملحوظ في مؤسسات المجتمع المدني الركيزة الأهم لبناء مجتمع حر وديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، وعدم إشراك الدول ألنساء بشكل فعال في السياسة والاقتصاد من ما جعل المرأة العربية مهمش وبقيت هي منقوصة الحقوق ...
تخلف وقدم المناهج التعليمية في الدول العربية والطرق  التابعة لها  حيث لا تساعد على الإبداع والإنتاج الصناعي الذي يحتاجه المجتمع العربي للنهوض بثورة صناعية وحتى زراعيه, تخلف الصناعة في الكثير إن لم نقل كل الدول العربية سبب في زيادة البطالة في أوساط المجتمع العربي وهذا ساهم في هجرة العقول الشابة من ما فأقم الأزمة ....
هناك أيضا المشاكل و النزاعات بين الدول العربية في ما بينهم ,هناك إشكاليات بين بعض الدول على الحدود كما يوجد هواجس لدى بعض الأنظمة العربية من حكومات البلدان العربية الأخرى و لا نريد إن نذكر أسماء حيث يتوجس لها تآمر الأنظمة على قلب والإطاحة بنظامها الحاكم !من ما سبب بأزمة عدم الثقة بين البلدان العربية و زاد باندفاع الأمة العربية  للانقسام والتشرذم...و زادت قوة الأعداء والمتربصين شرا بالعالم العربي وعلى رأسهم إسرائيل و إيران وأميركا وسرع توغلهم وتدخلهم في هذه المنطقة التي تزخر بالثروات ولها موقع إستراتيجي وحيوي في العالم وهذه الحقيقة كل شعوب العالم  تدركها إلا شعبها...
إسرائيل موقفها واضح وجلي من القضايا العربية وامريكا تسندها والأثنين أعداء في الظاهر والباطن للعرب ويصرحون بهذا العداء في العلن.ولا يسعون كسب ود العرب...
إما الموقف الإيراني من القضايا العربية فهو بغاية الخبث واللئامة بحيث بظاهر تدافع عن المقاومة في جنوب لبنان و في فلسطين وفي الحقيقية الغائبة عن معظم العرب أنها تتاجر وتساوم وتغامر بقضايانا العادلة المصالح وأجندتها الخاصة ,التي لا تنم عن الحب و المشاعر أو الدين ,إنما هي أجندة توسعية تنفذ على مراحل مختلفة من الزمن .وتسرّع  أو تبطئ حسب الظرف الذي يؤتيها  ....
ونحن كاحوازيين ندرك ونفهم السياسات ألإيرانية على جميع الأصعدة لأننا اكتوينا بنارها (الاحتلال الإيراني للاحواز) على مدى تسعة عقود, ولا نخدع بشعارات إيران "الجوفاء" ونعرف جيدا نواياها المبيتة تجاه العالم العربي والسعي الدءوب للتمدد واستعمار البلدان العربية من خلال بعض من ابنا جلدتنا المخدوعين أو من يرتزقون على  إيران ويساندون ويشاركون في المخطط الفارسي الإيراني الذي يستهدف الأرض العربية ومن عليها...وهذه الصواريخ التي تختبرها وتجربها ايران وتشاهدونها يوميا على وسائل الإعلام ليست موجهة لإسرائيل أو أميركا بل هي في الحقيقة موجهة للبلدان العربية وعلى رأسها الدول التي تقع على ضفاف الخليج العربي ...
والدعم الإيراني لتمرد الحوثيين في "صعدة" في شمال اليمن وتوسعهم الأخير واضح وصريح للعالم ويهدف تمزيق هذه البلد العربي الأصيل وإيجاد و موطئ  قدم لنظام طهران للتدخل في المملكة العربية السعودية وضربها من الداخل كما فعل مع اليمن والتمهيد لاحتلال المنطقة العربية  من شمالها إلى جنوبها وممارسة سياسة التفريس والتطهير العرقي على الأمة العربية الذي طالما أذاقته الهزيمة وألحقت الذل بإمبراطورية فارس ...
إخواني ,إيران لا تسعى إلى وحدة إسلامية أو حتى حسن الجوار ,إنما سياسة النظام الرجعي الإيراني تجاه العالم العربي هي نفس سياسة الذئب المتربص بقطيع " الماشية" ...فإيران تجلس مكانها وتخطط وتتآمر حتى تأتيها الفرصة وتزحف باتجاه الأقطار العربية الواحد تلوا آخر، ولن ترحم اليمن هذا البلد الفقير بموارده وثرواته الطبيعية الغني بعروبته وقوميته الذي طالما ساند ودعم القضية الفلسطينية ولديه مواقف عروبية  أغاضة أعدا الأمة كثيرا  ...
إننا هنا نحذر من المخططات الإيرانية لضم واحتلال المنطقة العربية وإذابتها في بوتقة التفريس وصهرها  وتكوين إمبراطورية ساسانية ,خمينية  على إنقاضها, ووقتها لا ينفع الكلام ولا الندم ولا الصياح ولا النواح،  فاتعظوا من الأخطاء وتوحدوا في مواجهة الأخطار حتى لا تكونوا لقمة سائقة أمام الفرس ومن على شاكلتهم ...
استغرب البعض و تعجب واندهش بقيام إيران باحتلال آبار الفكة  النفطية العراقية وضمها قسرا للأرضي الإيرانية , نحن الاحوازيين لم نستغرب أو نندهش من هذه التصرفات ,وتوقعنا من إيران كل شي, إلا حسن الجوار...وفي احتلال آبار الفكة إنما هي مرحلة جديدة ومتطورة من إيران للإجهاز على الأمن القومي العربي ...بالتزامن مع أميركا و إسرائيل، فلا تستغربوا أو تندهشوا أذا  أفقتم من نومكم في الصباح و وجدتم دوريات حرس الثورة (السباه)منتشرة في مدنكم  و حاراتكم وبلدانكم مثل ما هي الآن متواجدة في سورية والعراق ولبنان واليمن...
                         
تيسير الأحوازي 
aaldorag1925@yahoo.com
http://www.alahwazarabi.com/index.php/component/k2/item/5426-tasieer-alahwazy-14-01-2015.html